- الخطب
- /
- ٠1خطب الجمعة
الخطبة الأولى :
الحمد اللَّهِ الذي سبحت الكائنات بحمده ، وعنت الوجوه لعظمته ومجده ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه واعترته الطيبين الطاهرين .
الدعاء وشروطه :
روى أحمد في مسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(( ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء ))
وقد جاء في مصابيح السنة أن :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( الدُّعاءُ مُخُّ العبادةِ ))
وفي مناسبة النصف من شعبان التي مرت قبل أيام ينقسم الناس إلى فريقين ...
- فريق يؤمن بالدعاء إيماناً مطلقاً من دون شروط .
- و فريق آخر ينكره بغير علم أولا يعلق عليه كبير أهمية .
والحقيقة أيها الأخوة أن الحق وسط بين طرفين ، ويجب أن نستقيها من القرآن الكريم ، فلنستمع إليه وهو يحدثنا عن الدعاء قال تعالى :
﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾
فالدعاء في ضوء هذه الآية لا يستجاب أو لا يصح إذا تصور الإنسان أن الله عز وجل في أعل السماوات وقد خلق الخلق وتركهم لشأنهم يأكل قويهم ضعيفهم ، أما إذا أيقن المرء من بعد تفكر وتحقق أن الله عز وجل بيده مقاليد كل شيء وهو معكم أينما كنتم ، ما من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم وهو أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد ، بل إنه ليحول بين المرء وقلبه ، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ويعلم السر وأخفى .
إذا كان إحساس المرء بقرب ربه هكذا كان الدعاء ذا معنى وذا بال .
إذاً فمن شروط الدعاء :
أولاً : أن ترى الله معك و ناظر إليك .
أن ترى أن الله معك , وأنه ناظر إليك سميع لقولك عليم بما في نفسك
﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ﴾
ثانياً : الإخلاص لله عز وجل في الدعاء .
والدعاء لا يستجاب ولا يصح إلا إذا كان خالصاً لله عز وجل ...
فمن الناس من يدعو ذوي المال والسلطان ليكشفوا عنه ضره فإذا هم يخيبون ظنه وقد جاء في الحديث القدسي :
(( ما من مخلوق يعتصم بمخلوق دوني إلا قطعت أبواب السماء والأرض دونه ، فإن دعاني لم أجبه ، وإن سألني لم أعطه ، وما من مخلوق يعتصم بي دون خلقي إلا ضمنت السماوات رزقه ، فإن سألني أعطيته ، وإن دعاني أجبته ، وإن استغفرني غفرت له ))
ومن الناس من يدعو الله لكن آماله معقودة على زيد أو عبيد ، والله تعالى يقول في حديث قدسي :
(( أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ))
ومن الناس من يدعو الله لكن اعتماده على نفسه وعلى ذكائه وإمكاناته وقدراته ، وقد جاء في الحديث الشريف فيما معناه :
(( انه من اتكل على الله كل مؤنة ، ومن اتكل على نفسه وكله الله إليها ))
فليكن دعاؤك يا أخي في كل موقف عصيب أو غير عصيب :
(( اللهم إني تبرأت إليك من حولي وقوتي والتجأت إلى حولك وقوتك يا ذا القوة المتين ))
إذاً : فمن شروط الدعاء الإخلاص لله عز وجل في الدعاء .
﴿ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾
ثالثاً : الإيمان الصحيح .
والدعاء لا يستجاب ولا يصح إلا إذا صدر عن إيمان صحيح بالله تعالى وبأسمائه الحسنى فهو القوي القادر السميع الناظر .
من الناس من يدعو الله وهو يظن دون أن يصرح أن قدرة الله تعالى لا تتسع لشفائه من مرضه العضال , ولا لإنقاذه من ورطته الكبيرة , ولا لتخليصه من عدوه الشديد قال تعالى :
﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ * قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ * قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ * قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ * قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ * الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ ﴾
وقد روي عن رسول الله صلوات الله عليه أنه قال :
عن أبو هريرة رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال :
(( إذا دَعَا أحَدُكم فَلا يَقُلْ : اللَّهمَّ اغْفِر لِي إنْ شِئْتَ ، ولكن لِيعزِمْ ، وليعَظِّم الرَّغبَةَ ، فَإِنَّ اللهَ لا يَتَعَاظَمُهُ شَيءٌ أعطاه ))
إذاً : فمن شروط الدعاء الإيمان الصحيح بالله تعالى وبأسمائه الحسنى .
﴿ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي ﴾
رابعاً : الاستقامة .
والدعاء لايستجاب ولا يصح إلا إذا استجاب العبد لربه وتاب من ذنوبه كلها توبة نصوحا ، وعقد العزم على أن يلتزم جانب الشرع فيأتمر بما أمر الله وينتهي عما عنه .
نهى فاستجابة العبد بتلبية الدعاء لا تكون إلا في استجابة العبد لربه بالاستقامة على أمره .
جاء في صحيح مسلم أن الرجل يقول :
(( يا رب ، يا رب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، و ملبسه حرام ، وغذي بالحرام ، فأنى يستجاب لذلك ))
إذاً : فمن شروط الدعاء الاستقامة على أمر الله .
﴿ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾
أيها الاخوة ؛ وهكذا فالدعاء المستجاب له شروط منها الإيمان بالله ، والإخلاص له ، والاستقامة على أمره ، وإذا تحققت هذه الشروط فقد رشد العبد إلى الدعاء الصحيح السريع الإجابة .
قال تعالى :
﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾
ولكن لا يعجب المرء إذا توافرت شروط الدعاء الصحيح كلها ولم يستجب له ، وعندها يكون مضمون الدعاء ليس في صالح المؤمن ، فقد يتوافر الغنى والعلم والعطف والمحبة عند الأب ، وتتوافر الاستقامة والطاعة عند الابن ، ويسأل هذا الابن أباه أن يشتري لعبة ثمينة ليلهو بها والامتحان على الأبواب ! فما موقف هذا الأب يا ترى ؟ أيستجيب لابنه ويرضيه ويضيع عليه مستقبله أم يرفض طلبه ويستحي منه ويضمن له مستقبله ، أغلب الظن أن هذا الأب يرفض طلب ابنه ويستحي منه ضماناً لمستقبله , ولله المثل الأعلى .
وقد جاء في الحديث الشريف :
(( إن الله تعالى حيي كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين))
وفي حديث آخر :
(( ما قال عبد قط يا رب ثلاثا إلا قال الله : لبيك عبدي فيعجل الله ما شاء ، ويؤخر ما شاء ))
فالذي يعجله الله إنما يعجله لصالح عبده المؤمن لأنه يحبه ويغار عليه ، والذي يؤخره إنما يؤخره لصالح عبده المؤمن لأنه يحبه ويغار عليه .
وفي حديث ثالث :
(( إن الله تعالى يحمي عبده المؤمن كما يحمي الراعي الشفيق غنمه عن مراتع الهلكة ))
﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾
ولو كشف الغطاء لاخترتم الواقع .
الدعاء الطريق الوحيد للخلاص من الغم والهم :
وقد يسأل سائل إذا كان الله جل وعلا رحيماً بخلقه بصيرا بأحوالهم عليماً بما تصلح به نفوسهم قادرا على إنقاذهم مما هم فيه فهل ينتظر دعاءهم ليمد إليهم يده الكريمة ، وهل يصرف ربنا عن عبده المؤمن خيراً نسي أن يسأله إياه وهل يسوق إليه مصيبة نسي أن يسأله النجاة منها .
الحقيقة يا إخوتي أن الله عز وجل أعظم وأكرم من أن يصرف مؤمن خيراً أو أن يسوق إليه مصيبة لأنه نسي الدعاء .
الأب الرحيم يسوق لأولاده كل خير ويصرف عنهم كل سوء سألوه أم لم يسألوه علموا أم لم يعلموا ولله المثل الأعلى .
ولكن الحقيقة أن كل المصائب والمحن والشدائد هي في غايتها علاج رباني للنفوس المريضة قال تعالى :
﴿ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾
فلا تبرأ النفس من أمراضها من الحسد والضغينة من الحقد والكراهية من اللؤم والبخل من السرف والكبرياء من الكذب والنفاق ، من الأنانية والمادية ، لا تبرأ النفس من كل هذه الأمراض إلا بصلتها بالله والتجائها إليه ، وتوجهها نحوه وكلما كان توجه النفس إلى ربها محكماً كان العلاج عاجلاً ، وهذه هي حقيقة المغفرة ، وهذه هي غاية الصلاة ، والدعاء قمة هذه الصلة ، وهو ضمانة لإحكامها وهو أعلى مستوى من مستوياتها ، ذلك أن النفس تتوجه إلى الله في الدعاء من أعماقها لأنها محتاجة إليه لذلك كانت المصائب والمحن والنكبات دافعاً إلى الدعاء الصحيح ، وطريقاً إلى الشفاء العاجل ، قال تعالى :
﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ﴾
وقد قال عليه الصلاة والسلام :
(( اغتنموا الدعاء عند الرقة فإنها رحمة ))
ومجمل القول أن الدعاء صلة محكمة بالله لأن دافعه الحاجة الملحة وهذه الصلة الحقيقية شفاء للنفس من كل أمراضها وبشفاء النفس تزول المحن والصائب لأنها في الأصل دافع إلى الدعاء والشفاء لذلك قال صلوات الله عليه :
(( لن ينفع حذر من قدر ، ولكن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل ، فعليكم بالدعاء عباد الله ))
فحينما يقدر اله لعبد مصيبة من أجل تطهيره من أمراضه النفسية لا ينفع حذر ولا ذكاء ولا وساطة في دفعها وقد قيل ( يؤتى الحذر من مأمنه ) ولكن الدعاء وما ينطوي عليه من صلة وشفاء يفع وحده في دفع المصيبة وأية مصيبة أخرى لأن الشفاء قد حصل والدواء قد بطل ، وفي حديث آخر :
(( إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ، ولا يرد القدر إلا الدعاء ، ولا يزيد العمر إلا البر ))
ولكن المؤمن -أيها الأخوة - الذي فتح الله بصيرته عرف ربه وأحبه وقدره حق قدره يدعو ربه في الرخاء قبل الشدة وفي الصحة قبل السقم وفي الغنى قبل الفقر ، قال عليه الصلاة والسلام :
(( تضرعوا إلى ربكم وادعوه في الرخاء فإن الله قال من دعاني في الرخاء أجبته في الشدة ومن سألني أعطيته ، ومن تواضع لي رفعته ، ومن تضرع إلي رحمته ، ومن استغفرني غفرت له ))
فالدعاء في الرخاء معرفة بالله ، وفي الشدة حاجة إليه ، ولا يظن أحدكم أن سؤال العبد ربه في الدعاء يجب أن يكون في الأمور الخطيرة ، بل إن المودة التي بين المؤمن وربه تجعله يسأله كل شيء صغر أم كبر .
وقد روى وابن حبان في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(( ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع ))
وما دامت غاية الدعاء أحكام الصلة بين العبد وربه فقد قال نبينا الكريم :
(( إن الله يحب الملحين في الدعاء ))
وقد قيل يا رسول الله أي الدعاء أسمع قال :
(( جوف الليل الآخر، ودبر الصلاة المكتوبات))
وقد قال علي كرم الله وجهه مر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أقول : اللهم ارحمني ، فضرب بيده بين كتفي وقال :
(( عم ولا تخص ، فإن بين الخصوص والعموم كما بين السماء والأرض ))
(( لا تدعوا على أنفسكم ، ولا تدعوا على أولادكم ، ولا تدعوا على خدمكم ، ولا تدعوا على أموالكم ، لا توافقوا من الله ساعة نيل فيها عطاء فيستجاب لكم ))
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( إذا بقي ثلث الليل ينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا فيقول من ذا الذي يدعوني فأستجيب له من ذا الذي يستغفرني فأغفر له من ذا الذي يسترزقتي فأرزقه من ذا الذي يستكشف الضر أكشفه عنه حتى يطلع الفجر ))
لهذا كله قال رسول الله صلوات الله عليه :
(( من لم يدع الله غضب الله عليه ))
واستثناءاً من شروط الدعاء فإن الله عز وجل يجيب المضطر إذا دعاه أي مضطرٍ إذا وضع ثقته في الله فالله أعظم وأكرم من أن يخيب ظنه قال تعالى :
﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ ﴾
فالدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السماء والأرض ، وأما من أراد أن ينال أكثر مما يناله أي سائل فليشغل نفسه بذكر الله والدعوة إليه .
فقد جاء في الحديث القدسي :
(( من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته فوق ما أعطي السائلين ))
بقيت نقطة أحب أن أوضحها أداء لحق الله وأداء لأمانة هذا الموقف .
إن الله تعالى الذي وسعت رحمته كل شيء والذي قال في حق عباده العاصين :
(( إن تابوا فأنا حبيبهم وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم ))
إن الله تعالى أرحم بعبده من الأم بولدها ، بل أرحم بعبده من نفسه ، إنه تعالى قد خلق الخلق ليسعدهم وليرحمهم لا ليعذبهم ويشقيهم ، إن الله تعالى وهذه رحمته لا يعقل أن يكتب على إنسان أن يكون شقياً محروماً مقتراً عليه في الرزق قبل أن يأتي إلى هذه الدنيا وقبل أن يظهر خيره من شره ، ولكنه يسجل عليه ما قدم من عمل ، لا ما سيعمل قال تعالى :
﴿ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ﴾
نكتب : فعل يدل على الزمن الحاضر .
وقدموا : فعل يدل على الزمن الماضي .
وإذا أصاب الإنسان شقاء أو حرمان فمن عمله ومما كسبت يداه .
جاء في الحديث القدسي :
(( فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ))
أو كما قال .
أيها الأخوة الكرام ؛ حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وصلوا ما بينكم وبين ربكم تسعدوا ، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا ، وسيتخطى غيرنا إلينا ، فلنتخذ حذرنا ، الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني .
والحمد لله رب العالمين
***
الخطبة الثانية :
الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم .
الدعاء :
اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وتولنا فيمن توليت ، وبارك لنا فيما أعطيت ، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت ، فإنك تقضي بالحق ولا يقضى عليك ، اللهم أعطنا ولا تحرمنا ، أكرمنا ولا تهنا ، آثرنا ولا تؤثر علينا ، أرضنا وارض عنا ، اللهم صن وجوهنا باليسار ولا تبذلها بالإقتار ، فنسأل شر خلقك ، ونبتلى بحمد من أعطى ، وذم من منع ، وأنت من فوقهم ولي العطاء ، وبيدك وحدك خزائن الأرض والسماء .
اللهم اهدنا لصالح الأعمال لا يهدي لصالحها إلا أنت ، واصرف عنا شر الأعمال لا يصرفها عنا إلا أنت .